حكايات الجارية

"حكايات الجارية" ليست مجرد رواية خيالية، بل صرخة تحذير من المستقبل، ومرآة مُرّة لمخاوف الحاضر. في هذا العمل القوي، ترسم مارغريت آتوود عالماً ديستوبيًا مخيفًا، حيث تتحول النساء إلى أدوات للتكاثر، وتُسلب منهن أسماؤهن، وهوياتهن، وحقوقهن، باسم الدين والسيطرة.

تدور القصة في جمهورية "جلعاد" التوتاليتارية، حيث تُجبر النساء الخصيبات – مثل بطلة الرواية "أوفريد" – على الإنجاب لصالح الطبقة الحاكمة. لكن تحت السطح القاتم، تشتعل أسئلة عن الحرية، والكرامة، والهوية، والمقاومة.

الرواية مزيج من الأدب السياسي والنفسي والفلسفي، تسائل فيه آتوود حدود السلطة، وتكشف هشاشة الحقوق حين لا تكون مصونة.

بأسلوبها المكثّف والدقيق، تزرع مارغريت آتوود الرعب بهدوء، دون أن تلجأ إلى العنف المباشر، بل من خلال التفاصيل اليومية التي تُظهر كيف يمكن للمجتمع أن ينزلق تدريجيًا نحو القمع باسم النظام والتقاليد.

"حكايات الجارية" ليست فقط رواية عن الاستبداد، بل عن المقاومة الصامتة، وقوة التذكّر، وإصرار الإنسان – والمرأة تحديدًا – على الاحتفاظ بذاتها رغم محاولات المحو المستمرة.

هذا العمل أصبح علامة فارقة في الأدب النسوي والسياسي، وتحول إلى رمز ثقافي عالمي، تُقرأ رسائله اليوم بقدر أكبر من الإلحاح في زمن يتجدد فيه الصراع حول حرية الجسد والصوت والاختيار.

• المؤلفة: مارغريت آتوود