لن أسير وحدي

برؤية ثاقبة، ورصد متتبع مدرك، وعلم بعمق ما يدور داخل نفس المراهق وما يعتريه من أحاسيس وتقلبات، تضارب أفكار ومزاجية، تقدم الكاتبة أمل أحمد طعمة كتابها لن أسير وحدي ليكون بمثابة قبس من نور يسري في نفس المراهقين يريح أرواحهم ويفتح أفاق لعقولهم لفهم التعقيدات التي يمرون بها في حياتهم، فهم مدرك وواع يجعلهم أكثر قدرة على فك طلاسم التصورات التي تنتابهم، وأكثر أريحيه لتقبلها واستيعابها والحيلولة أمام تكوين نقائص قد تلتهم شخصياتهم وإمكانياتهم الروحية والعقلية في المراحل المقبلة من العمر.
ما يميز كتاب لن أسير وحدي أنه ليس كمثله من الكتب المهتمة بالتنمية البشرية المتخمة بالنصائح الجامدة التي يستحيل تطبيقها في الواقع بالنسبة للبالغين، فما بالك بالمراهق.. حيث سلكت الكاتبة أسلوباً يتمكن المراهق ما بين سن 13 عام إلى 18 عام استساغته وتقبله دون نفور أو ملل أو إحساس بالاغتراب، حيث اختارت الكاتبة مناقشة قضايا يصعب على البالغين حلّها بالنسبة للمراهقين بأسلوب بالغ في الدقة وقولبتها على هيئة قصص قائمة على الحوار الداخلي والخارجي، يستطيع من خلالها المراهق فهم ما يحدث له في تلك المرحلة الحساسة ووضع خريطة مفهومة لحالته النفسية والجسدية والروحية، وتفكيك رؤاه وتصوراته لاختيار ما يناسب قدراته الحقيقية والأهم من ذلك تجنب نتائج قد تعيق نموّه وتطوّره على المستوي الشخصي مستقبلاً