طيور الحذر

هذه الرواية تُعد جزءًا من مشروعه الروائي الكبير "الملهاة الفلسطينية"، وتُبحر بنا إلى عوالم الطفولة القاسية في مخيمات الشتات الفلسطيني، حيث يمتزج الحنين والألم بالأحلام الصغيرة والرمزية العميقة. يبدأ السرد بصوت طفل، ينقل مشاهد حياته منذ كان في رحم والدته – طفل يرى العالم بعيون ملؤها الرفق والحذر – وكأن العصافير تردّد له دروس الفهم المبكر للخطر والمقاومة .

المؤلف يكتب بلغة شاعرية، تستحضر "طفولة تعلم عصافيرها الحذر كي لا تقع كل مرة في فخاخ التاريخ، وتصبح أسيرة قضبان القفص"، في إطار سردي بعيد عن الخطاب المباشر، مليء بالرمزية والحنين والعمق البسيط . تمر الرواية بمساحات الزمن بين النكبة والنكسة، وعبر أصوات متراكمة من الانتظار، الألم، والرسائل التي ترفض أن تموت في النسيان .

بهذا الأسلوب، يُثبت إبراهيم نصر الله أن الكتابة عن الذاكرة اليومية، من خلال نظرة طفل، أبلغ في فعاليته من كثير من الخطابات السياسية؛ إنه التزام إنساني وأدبي بحفظ تفاصيل شعب وواقع لم تعد ملامحه مرئية دائمًا .